مشاركات خارجية

13 أبريل, 2017 01:37:00 م

عقدت السفارة اليمنية في القاهرة، الأربعاء 12 إبريل، ندوة ثقافية حول أوضاع المرأة اليمنية في ظل الحرب، وذلك بالتنسيق مع منظمة المرأة العربية

وترأس السفير رياض العكبري المندوب الدائم لليمن لدى جامعة الدول العربية الندوة، التي أُقيمت تحت عنوان ” أوضاع المرأة العربية في ظل الحروب والنزاعات، حالة المرأة اليمنية”.

وشاركت في الندوة السفيرة ميرفت التلاوي المدير العام لمنظمة المرأة العربية، والسفير العراقي، والفنانة المصرية فردوس عبد الحميد، وعدد من الصحفيات والحقوقيات اليمنيات.

دقيقة حداد

وفي بداية الندوة، دعا السفير للوقوف دقيقة صمت حدادا على الأرواح الطاهرة من ضحايا التفجيرات الإرهابية التي وقعت على كنيستي مارجرجس بمدينة طنطا والكنيسة المرقسية بالإسكندرية والتي أودت بالعديد من أرواح الأبرياء وإصابة آخرين.

وطالب بتكثيف الجهود العربية والدولية للقضاء على المنابع الفكرية للإرهاب والتطرف، وتفعيل مقررات القمة العربية القاضية بتحقيق إستراتيجية عربية شاملة لكبح وهزيمة التطرف بكل أشكاله، وملاحقة مصادر تمويله، ولجم منابر وأبواق الإعلام التي تروج للإرهاب الأسود، وإصلاح وتطوير النظام التعليمي والتربوي العربي.

المرأة اليمنية

وتحدث العكبري عن أوضاع المرأة اليمنية بعد الحرب التي شنتها الميليشيا الإنقلابية على الدولة، حيث كانت المرأة اليمنية من أكثر الفئات التي تأثرت خلال الحرب، فتعرضت للتحرش اللفظي والجسدي والتهديد والفصل من العمل، كذلك فُصلت آلاف الطالبات اليمنيات عن التعليم.

وقدم بعض التوصيات التي تساعد على تنسيق الجهود الرامية في مجابهة التحديات التي تجابه المرأة العربية عموما، واليمنية تحديدا، في ظل الأوضاع والعواقب التي تفرزها الحروب والنزاعات المسلحة، ولمستقبل الأجيال العربية الآتية كما أنه من الملح تطوير وتفعيل إستراتيجية عربية شاملة، يجري التوافق عليها في إطار جامعة الدول العربية، لمخاطبة الهموم والانشغالات المتعلقة بوضع المرأة في البلدان المتأثرة بالحروب، وفقا للمعطيات الملموسة، مع الإدراك المسئول والاعتراف بتعقيداتها الشديدة ومخاطرها الجسيمة، وبواقعية وعقلانية، ودون أي شطط او مغالاة

حيث تدل التقارير الدولية على أن الحرب والقصف والحصار وكل أنواع الانتهاكات التي يقوم بها الانقلابيون، أثقلت كاهل الإنسان اليمني عموما، والمرأة اليمنية على وجه التحديد، بالمزيد من الأعباء والتبعات، شملت خسائر في الأرواح والممتلكات، وموجات غير مسبوقة من النزوح ، وتفاقم أعباء الحياة المعيشية والاقتصادية والاجتماعية.

وأدت إلى جعل المرأة أكثر عرضة للعنف والاعتداء، الجسدي والنفسي.

وبات حال كثير من النساء اليمنيات في ظل استمرار الحرب مأساويا من حيث الانعدام أو التدهور المخيف في الخدمات الصحيةً. أما المجال التعليمي فليس بأحسن حال من نظيره الصحي. إذ انخفضت معدلات الالتحاق بالتعليم الأساسي ومؤشرات الأمية بين الإناث الى معدلات منخفضة قياسية.
في ختام كلمته أكد على أننا نتطلع إلى أن تكون هذه الفعالية تدشينا موفقا للمزيد من الفعاليات والأنشطة المشتركة بين المندوبية الدائمة لليمن لدى جامعة الدول العربية والمنظمات التابعة للجامعة العربية في مختلف المجالات، بما يسهم في جهود إصلاح وتطوير وإعادة هيكلة منظومة العمل العربي المشترك، ولما فيه خدمة تطوير مكانة جامعة الدول العربية، ودورها في إعلاء وصيانة المصالح العربية العليا.

المرأة في الوطن العربي

وقالت السفيرة ميرفت التلاوي، “أن أوضاع المرأة في الوطن العربي أصبحت أسوأ مما كانت عليه أيام الرسول والصحابة، فحسب أخر إحصاءات ثلث اللاجئين في العالم هم من الوطن العربي، فلدينا 20 مليون لاجئ عربي، ويجب أن تتضافر كل الجهود للاهتمام بشأن المرأة.

وأضافت التلاوي ” لابد أن تتضافر كل الجهود إذا أردنا أن نخرج من هذه الوعكة الشديدة”.

ودعت في نهاية كلمتها إلى استغلال كل ثرواتنا من أفراد الأمة العربية وأكدت على أننا سنعبر وننتصر على أزماتنا بوحدتنا، لأن حضاراتنا أعمق من ذلك”.

الأوراق البحثية

وعُرض عدد من أوراق العمل البحثية، كان منها ورقة عمل للدكتورة سارة العراسي أستاذ القانون الدولي العام، بعنوان”أوضاع المرأة اليمنية في ظل الحروب والنزاعات (المرأة النازحة أنموذجاً)”، حيث أوضحت تعريفاً للمرأة النازحة والفرق بين اللاجئ والنازح.

وكشفت ورقة العمل أن الحرب اليمنية تسببت في نزوح 2.4 مليون شخص يمني، وفي ظل عدم وجود حلول سياسية حازمة للصراع في اليمن فقد تفاقمت المشكلات الاجتماعية للنازحين”

وتناولت الورقة عرض للآثار الناجمة عن النزوح وآثارها على المرأة اليمنية التي يقع عليها العبء الأكبر والتحديات التي تواجهها النساء النازحات، كذلك الرعاية المقدمة للمرأة النازحة من الدولة أو من المنظمات الدولية

المرأة العربية قصة نضال

فيما عرضت ورقة بحث أخرى، المشكلات الإجتماعية والثقافية التي تواجهها المرأة العربية بشكل عام، والإعلام الجهادي ودوره في استقطاب النساء، والمخاطر التي تواجهها الناشطات من اعتقال واغتصاب والسبي.

فمنذ مواجهتها للقيود الاجتماعية المتمثلة في العادات والتقاليد والتي واجهتها بجدارة، ثم عدم الاستقرار السياسي والحروب التي عرفتها المنطقة العربية في الفترة الأخيرة وتصاعد المد المتطرف الذي بات يهدد المنطقة بشكل سافر النضالات والمكتسبات التي حققتها المرأة العربية في سبيل النهوض بواقعها.

حيث بات الطرف المتطرف يبث أفكار مغلوطة عن المرأة ويصورها كمصدر للغواية أو متاع يشترى ويباع، ويبث هذا الخطاب من خلال المطبوعات أو وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الدينية التي تبث خطاب ديني يجرد المرأة من إرادتها الحرة من خلال تفاسير وقراءات خاطئة للدين، ولذلك فالمرأة هي الطرف الأضعف خلال الحروب والنزاعات المسلحة وعدم الاستقرار السياسي وسيطرة المتطرفين

إن الحاجة إلى خطاب مستنير وقوي يستند غلى مراجعات ثقافية ودينية جادة، ليكون له أثر في وسائل الإعلام ويمثل وجهة ثقافية للوطن العربي أمام الخارج.

فالمرأة المثقة العاملة والأكاديمية والإعلامية قادرة على انتاج خطاب جديد يناهض الثقافة الرجعية تلعب دورًا مهمًا على صعيد الوجهة الثقافية.

منظمة المرأة العربية

يركز خطاب المنظمة في الفترة الراهنة واستجابة للمستجحدات على الساحة العربية، على إثارة قضية الإرهاب التي تؤثر بشكل مباشر على الوطن العربي، وقد أتطلعت المنظمة على أوضاع النازحات واللاجئات في أماكن الصراع في المنطقة العربية وبصفة خاصة السوريين اللاجئين في دول الجوار، كما قامت المنظمة بإعداد دراسة متعمقة في أوضاع النازحات واللاجئات في الوطن العربي وعرضها في مختلف المحافل الدولية صعيآ لجذب مزيد من الإهتمام إلى هذه الأزمة التي تتشابك كل يوم.
وفي ورقة منظمة المرأة العربية التي  قدمتها  ندى مهري مسؤولة الاعلام بالمنظمة   بعنوان  “دور منظمة المرأة في تعزيز  أدوار المرأة العربية لمجابهة التحديات”، أكدت  ان المرأة العربية مناضلة بطبعها ورغم التقدم المحرز الذي حققته المرأة العربية في مجالات كثيرة ورغم كونها تعد شريكا أساسيا في عملية التنمية، إلا ان  ظروف عدم الاستقرار السياسي  وظروف الحروب والنزاعات المسلحة التي عرفتها المنطقة العربية في السنوات الأخيرة،  وتصا عد المد المتطرف الذي بات يشكل  تهديدا سافرا للمكاسب التي حققتها المرأة العربية  من خلال بث خطاب يغذي المجتمع بأفكار مغلوطة عن المرأة من خلال قراءات  وتفاسير  خاطئة  للدين  ودعت الى ضرورة  مواجهة هذه  الأفكار  السلبية عن المرأة بخطاب  ثقافي  يستند الى مراجعات  ثقافية  ودينية جادة   تدعمه الدول العربية  وكل الجهات الفاعلة  في المجتمع.

وتناول الدكتور علي صالح موسى في ورقته التى تحمل عنوان “نحو إسهام فعال لتحسين أوضاع المرأة المتأثرة بالحروب في الجمهورية اليمنية” أوضاع المدنيين في اليمن بشكل عام والمرأة بشكل خاص في ظل النزاح المسلحة وكيفة حمايتهم في القانون الدولي الإنساني، وفي نهاية الورقة دعا إلى أن تقدم جامعة الدول العربية الدعم النفسي والصحي لأقارب المفقودين خصوصاً النساء، كما اقترح العمل بالتوصيات التى أوردتها اللجنة الوطنية.

المرأة اليمنية في السلام والأمن

وتخلل الصالون العديد من المناقشات والمداخلات، حيث تناولت لينا الحسني رئيسة مؤسسة أكون للحقوق والحريات TO BE، مداخلة بعنوان”المرأة اليمنية في السلام والأمن” تناولت فيها الوضع الراهن لحالة النساء وأنها تتعرض لأنواع كثيرة من الانتهاكات وأساليب العنف المختلفة، حيث بلغت نسبة العنف الاجتماعي 70% أدى إلى وجود فجوة كبيرة في تمويل برامج حماية النساء وتهرب المنظمات الدولية من العمل والقيام بدورها في المناطق المحررة بعكس تواجدها في مناطق الميلشيات، كما تطرقت إلى حالة المرأة اليمنية وقضية الأمن والسلام حيث أن هناك العديد من العقبات والتحديات التى تمنع النساء من المشاركة في عمليات بناء السلام.
وعرض الأستاذ مصطفى  نصر ( تجربة المتطوعون  من أجل حقوق النساء )،  وتحدث  الأستاذ جمال باراس   في مداخلته عن حقوق المرأة في العمل ، بينما تحدثت  الأستاذة شيماء الحسيني نائب تحرير جريدة الأهرام عن قدرات ومعاناة المرأة اليمنية .

وعزف الفنان اليمني هيثم الحضرمي، مقطوعة موسيقية على آلة العود بعنوان “إلى أمي”