مساحه أمنه للوجع
لينا الحسني
ليرحمها الله .. ارتاحت من عبء الحياه وهمومها هكذا اطلعتني مخيلتيعلى الحوار الذي من المفترض ان يدور بيننساء المساحة الأمنه "وهو برنامج اسبوعي يقدم الدعم النفسي للنساء المعنفات او الناجيات من العنف في مدينهعدن " وهن يغالبن دموعهن او حتى يطلقن العنان لها للنزول والتخفيف عنهن عقبسماعهن خبر موت احدى زميلاتهن التي كانت تحضر معهن جلسات الدعم النفسي بعدمحاولتها الانتحار واحراق نفسها..
احاول الانجرار خلفما يقلنه النساء وتصديق عباره "ارتاحت من عبء الحياه وهمومها " واجدنيلا استصيغها وتراودني عشرات الأسئلة الموجعة
هل يجب ان تموتلترتاح !!
هل الم الموت احتراقيستحق للوصول الى الراحة المفروضة والمزعومة !!
مالذي يمنع من انتحيا لترتاح !!
سلمى حكاية امرأه فيريعان الشباب, ضحيه من الالاف النساء ضحايا العنف قضت ربيع عمرها في اجتراع الم القهر والعنف وكسرة النفس كمانطلق عليها في لهجتنا الدارجة ,,كسرة النفس التي لم تدع لها مجال اخر سوى الانتحارللتخلص منها
ربما "سلمي" وهو اسم وهمي ,بذلت كثير من التضحية وقدمت التنازلات لتستمر الحياه خاصة ان لديها ولد رضيع وفي مجتمع يخشى من كلمة "مطلقه"فالطلاق نهاية حياة المرأة ووصمة عار لها واسرتها في مجتمع منافق وسطحي كمجتمعنا
ربما سلمى من اسرةفقيره وربما لم تكمل تعليمها ولا تستطيعاعالة نفسها وابنها ,هنالك العديد منالاسباب ولكنها جميعها لا تبرر موت سلمى
كل تلك الاسبابوالمبررات لا تساوي لحظة وجع انسان يموت حرق لحظة ضعف انساني اجبر سلمى على انهاءحياتها فلم تعد تحتمل العنف والإهانة في مجتمع تعتبر المرأة هي الحلقة الاضعف وهيمن يجب عليها الصبر للحفاظ على منزلها واسرتها
أي منزل واي اسره تستحق التضحية وهم لم يستطيعوا صون كرامة سلمي ولم يستطيعوا الحفاظ على شبابها
سلمى هي حاله واحده وغيرها العديد من النساء اللواتييلجئن للمساحة أمنه ونقف عاجزين عن تقديمشي لهن سوى تلك المساحة لينثرن وجعهن ويشاركن بعضهن الضحك والبكاء
ستظل ذكرى سلمى بينرفيقاتها في وجع وخوف من مصير قد يواجههن يوما ما وستظل هناك مساحه امنه للوجع ..