كتابات وآراء


21 يونيو, 2020 04:45:00 م

كُتب بواسطة : أماني باخريبه - ارشيف الكاتب


يحتل اليمن المرتبة الأخيرة في المؤشر العالمي للفجوة بين الجنسين، للسنة الثالثة عشرعلى التوالي، بحسب تصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي، هذه المرتبة ما هي إلا امتدادلقرون طويلة ظلت المرأة، وماتزال، تعاني فيها من عدم المساواة في النوع الاجتماعيالمترسخ بشدة في مجتمع موغل في النزعة الذكورية وذي أدوار صارمة بين الجنسين، وهيفجوة قائمة على خلفيات اجتماعية ودينية صلبة يصعب بشكل كبير تجاوزها أو تغييرها،الأمر الذي يضاعف الكلفة على المرأة ومن ثم على المجتمع ككل.

لقدخلف الصراع في اليمن تأثيرًا رهيباً على كل المدنيين بصفة عامة، لكن النساءوالفتيات تأثرن بهذا الوضع بشكل غير متناسب، إذ أدى الصراع إلى مضاعفة الكلفةالاجتماعية والصحية والاقتصادية، ووضع المرأة في حالة واهنة من الضعف الذي يصعبترميمه في الوقت الحالي، ما يحتم علينا البحث عن حلول تساعد على معالجة هذا الوضع،وبالتالي الإسهام في حل مشكلات المجتمع بشكل عام.

وعلىالرغم من الدور المركزي للمرأة فإن هناك اعتقاداً راسخاً في مجتمعنا - سواء فيالمجتمع اليمني بشكل عام، أوفي حضرموت بشكل خاص - بأن النساء أقل رباطة جأش منالرجال، وأنّهن أقل قدرة على تحمل المسؤوليات خارج البيت وأنهن أقل كفاءة في مراكزالقيادة، ولذلك ما زال الرفض سيد الموقف لتولي النساء المهام القيادية ذاتها التييتولاها الرجال في مختلف المجالات. ليس كذلك فحسب بل تتسارع الدعوات بين الحينوالآخر بحصر عمل المرأة في بيتها، ويصل البعض إلى المناداة بعدم خروجها إلى"للزواج أو للقبر"، وكأن المرأة ليست إلا آلة بعمر افتراضي، لا شريكفاعل في رفعة وتقدم المجتمعات.

لعبتالمرأة منذ اندلاع الحرب في اليمن دورا بطوليا وتعددت مسؤولياتها، وقدمت جهدواومبادرات تطوعية، وأسهمت بشكل فعال في عمليات الإنقاذ ومساعدة الجرحي، وإيواءالنازحين. صحيح أن توزيع الأدوار بيد الرجل لكن وعلى الرغم من ذلك فقد أدت المرأةدورها على أكمل وجه دون من ولا أذى.

 

ومعاتساع وباء فيروس كورونا الذي اجتاح العالم نهاية ديسمبر الماضي، تؤدي المرأةاليمنية دوراً مهماً، وتبذل جهوداً كبيرة إلى جانب الرجل في مختلف المجالاتوالقطاعات لمكافحة الفيروس المستجد (كوفيد -19) والحد من انتشاره، والذي يشكلخطراً صحياً عالمياً يحتاج لتكاتف الجميع لمواجهته في الوقت الراهن،  إلا أن تمثيلها ناقص سواء في فرق الاستجابة، أومجال صنع السياسة ووضع القرار.

 كما يعاني النساء بشكل غير متناسب من تداعياتالفيروس التاجي، بما في ذلك العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وفيالوقت الذي تسعى فيه البعثات إلى احتواء الفيروس، فإن هذه التداعيات التي تواجهالنساء، لا تزال تمثل مصدر قلق رئيسي، وتشكل إضافة جديدة لسلسلة المعاناةالمستمرة.

لذالابد أن تعمل هذه البعثات على تعزيز دور المرأة والعمل على زيادة ونسبة النساء فيالخدمات النظامية في بعثات حفظ السلام، وخدمات الأمن الوطني، وتوفير تمويل كاف،يمكن التنبؤ به، موجّه للنساء العاملات في بناء السلام، خاصة مع التكيف مع الحقائقالجديدة التي فرضتها جائحة كـوفيد-19، وتعزيز الأمن الاقتصادي للمرأة ووصولها إلىالموارد وصنع القرار المتعلق ببناء السلام وتخطيط ما بعد الصراع والانتعاشالاقتصادي.